كشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الطاهر حجار، أن الطلبة
سيستفيدون من منحة كاملة على غرار الطلبة المتمدرسين بالجامعات في الخارج، لتغطية
نفقات الإيواء والإطعام والنقل دون الاستغناء عن سياسة دعم الدولة، مشيرا إلى أهم
ملامح القانون الجديد لتأهيل الأساتذة الجامعيين الذي سيكون بنفس طريقة الترقية
إلى رتبة بروفسور.
من المنتظر أن يفتتح وزير التعليم العالي،
الموسم الجامعي رسميا من جامعة بسكرة هذا الأحد عن طريق النقل المباشر بتقنية
الفيديو على مستوى كافة جامعات الوطن، وكان الوزير قد كشف عن أهم مستجدات القطاع
في حوار خص به حصة "حوار الساعة" التي بثتها قناة التلفزيون الجزائري
ليلة الاثنين، في الوقت الذي تنتظر فيه الأسرة الجامعية الكشف عن أهم القرارات
المصيرية في إطار الإصلاحات.
وأشار حجار إلى أنه لا نية في خوصصة
الإقامات الجامعية، وإنما التوجه إلى الدعم المباشر للطلبة كالاستفادة من منحةكاملة تغطي نفقات الإيواء والنقل والإطعام، على غرار المنحة التي يستفيد منها
الطلبة الجزائريون أثناء دراستهم في جامعات أجنبية، مؤكدا أن ذلك يدخل في صميم
محاربة التبذير وسوء التسيير لأموال الخدمات الاجتماعية، مع فتح باب الاستثمار
أمام الخواص المتخصصين في مجالات الإيواء والإطعام والنقل لتوفير خدمات تنافسية
بأسعار معقولة. وأضاف أنه سيتم استحداث مديرية مكلفة بالنشاطات الرياضية والعلمية
والثقافية من أجل تغيير ملامح الحياة الجامعية، وتنظيم بطولات رياضية جامعية وعدة
أنشطة.
وكشف الوزير فيما يتعلق بالقانون المرتقب
حول تأهيل الأساتذة الجامعيين برتبة أستاذ محاضر "ب" إلى "أ"،
أنه ستكون على نفس طريقة الترقية إلى رتبة بروفسور، أي بنظام التنقيط مع التخفيف
في الإجراءات الإدارية وإلغاء المناقشة الثانية، وتعويضها بدراسة الملفات على مستوى
الندوات الجهوية، مردفا أنه سيثمن في نظام التنقيط المسار البيداغوجي للأستاذ مع
الإبقاء على النشر في المجلات العلمية، وهي إجراءات سيتم الكشف عنها بالتحديد هذه
الأيام التي قال الوزير إنها تصب في تعزيز التأطير البيداغوجي موازاة مع ارتفاع
عدد الطلبة الذي سيبلغ سنة 2020 مليونين، وأيضا تقاعد الأساتذة وتراجع التوظيف
واقتصاره على حاملي شهادات الدكتوراه فقط، حيث يوجد 57 ألف أستاذ حاليا ويجري
توظيف 3 آلاف على الأقل سنويا، فيما ألزمت التعليمات الوزارية جميع المسؤولين
والإداريين بحد أدنى من ساعات التدريس لضمان التأطير البيداغوجي النوعي.
وبخصوص المجلات العلمية، قال حجار إنه سيتم
توطينها إلكترونيا ومرافقتها إلى غاية الارتقاء إلى الشروط العلمية العالمية.كما
استنكر حجار تصنيف الجامعة الجزائرية ظلما حسب تقارير دولية في المراتب الأخيرة،
مؤكدا أن المعايير ذات بعد تجاري تسويقي تهدف إلى استقطاب أكبر عدد من الطلبة
الذين يدفعون مقابل الدراسة، فيما يعتبر التعليم مجانيا في الجزائر، ويجري اتخاذ
كافة التدابير من أجل تحسين ترتيب الجامعات الجزائرية.
أما بخصوص نظام "البروغرس"، فقال
حجار إنه سيتم العمل به ابتداء من السنة المقبلة ليتمكن الطلبة من التسجيل الإلكتروني
والدفع في جميع المراحل عن بعد. أما عن التعليم ذي الطابع التمهيني، فأشار حجار
إلى أنه مازال بعيدا عن الأهداف الحقيقية، بسبب نقص عقد اتفاقيات مع المحيط
الاقتصادي والاجتماعي في مجالات التكوين والتدريب، فيما تسعى الإصلاحات لضبط
التكوين حسب متطلبات السوق عن طريق إشراك مديري مختلف المؤسسات أو ممثلين عنها في
المجالس الإدارية والمجالس العلمية للمؤسسات الجامعية.
