الراتب المنخفض ومطالب بالإدماج وعقود تشغيل مؤقتة وأفواه النقابة مكممة..سياسيون وناقبيون واقتصاديون: الأوضاع الاقتصادية المتردية تكلف العمال فاتورة غالية
تحتفل الجزائر كغيرها من شعوب العالم بعيد العمال المصادف لـ1 ماي من كل سنة، غير أن واقع العامل اليوم يترجم العديد من التحديات التي يواجهها خاصة أنه يعيش على وقع سياسة ”التقشف” التي أصبحت تغازل منصبه وتهدد بقاءه فيه ضف إلى ذلك الإضرابات والاحتجاجات التي لا تكاد تنتهي في بعض القطاعات الحساسة كالتربية والصحة التي جعلت العامل يدخل في حلقة مفرغة للبحث عمن يحاوره ويحقق له غايته في منصب عمله. ساهمت عدة عوامل في بلورة الصراع القائم بين العامل ورب عمله وكيفية تحسين ظروف العمل حيث لا يزال عدد هائل من العمال الجزائريين يتخبطون في دوامة مفرغة بين الراتب المنخفض وغلاء المعيشة، حيث وجد العامل نفسه يحتفل بيومه العالمي وسط تهديدات تتربص به. فحسب الإحصائيات التي وقفت عليها ”البلاد” فإن أزيد من مليون عامل مهددون بالفصل من منصبه في القطاعين الخاص والعام هذه الاحتياجات دفعت به للخروج إلى الشارع من أجل إيصال صوته إلى الجهة العليا في تحقيق ما يدافع عنه ولكن تعنتها وإغلاقها باب الحوار في كل مرة جعلت الشارع يشهد إضرابات واحتجاجات. فحسب الأرقام فقد بلغ عدد الاحتجاجات أزيد من 13 ألف احتجاج في السنة الماضية. وتباينت آراء بعض العمال الذين تحدثوا لـ«البلاد” عن تخوفهم من تفاقم الأحداث وتأثيرها عليهم خاصة المتعاقدين الذين يعتبرون الطبقة الهشة في المؤسسات. وفي هذا الصدد طالبت هذه الشريحة بضرورة تغيير القوانين الخاصة بالعقود المؤقتة وتحسين ظروف العمل وإيجاد قانون يدافع عن العامل المحڤور. من جهة أخرى اشتكى بعض الآخر عن تدني الرواتب أمام غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، حيث أكد أحد العمال بمؤسسة خاصة، وهو رب لعائلة، أنه يتقاضى راتبا لا يتجاوز 30 ألف دج لا يلبي احتياجته الضرورية، والأمر نفسه اشتكى منه كثير من العمال. والأخطر أن هناك عمالا مازالوا يتقاضون ”السميڤ” الأمر الذي جعلهم يطرحون سؤالا على وزارة العمل: هل هذا الراتب يتقاضاه عامل له أسرة؟ من جهة أخرى هناك بعض العمال طرحوا مشكل غياب نقابة تدافع عنهم في الوقت الذي تم توقيف بعض النقابات وحلها. ومن أجل تقاسم العمال مشاكلهم طرحنا انشغالنا على سياسين ونقابيين ومحللين اقتصاديين قدمو لنا أسباب تدهور وضعية العامل، وطالبوا الحكومة بضرورة اخذ بيد هذه الشريحة وتحسين ظروفها.
المصدر: موقع البلاد