يشارك حوالي مليون وسبعة آلاف مترشح غدا السبت في مسابقة التوظيف الخاصة بالأساتذة التي أعلنت عنها وزارة التربية الوطنية من أجل الظفر بمنصب من بين 28 ألف منصب موزعة على الأطوار التعليمية الثلاث والتي تم الاتفاق عليها مع مصالح الوظيف العمومي.
والتحق الخميس بقية الأساتذة المتعاقدين الذين لم يودعوا ملفاتهم للمشاركة في المسابقة بركب المترشحين بعد تعليمة وجهها الوزير الاول عبد الملك سلال من موسكو إلى وزارة التربية بمنح رخصة استثنائية للأساتذة المتعاقدين للتسجيل ، بعد أن تم غلق عملية التسجيل الالكتروني و إيداع الملفات في الرابع عشر من هذا الشهر، وأكد ممثل الأساتذة المتعاقدين بشير سعيدي ل “الجزائر 24 ” أن الضمانات التي قدمها لهم الوزير الأول على غرار تجديد عقود العمل العام المقبل بالنسبة للراسبين في المسابقة الكتابية وكذا منح الاولوية للمتعاقدين في التوظيف هي التي دفعتهم إلى المشاركة في المسابقة لأنهم “يثقون” في الحكومة، وهو ما أكده المكلف بالإعلام بمجلس ثانويات الجزائر زبير روينة الذي قال ل”الجزائر 24″ ،” لو لم تكن هناك ثقة في الحكومة لما تمت المشاركة بدليل أن كل ما قدمه سلال هو عبارة عن تصريحات وليس هناك أي شيء ملموس ولم يتم التوقيع على أي شيء ” وأضاف المكلف بنقابة “الكلا” “أرجو أن يتم تجسيد هذه الضمانات وأن تحترم الحكومة ثقتنا فيها”.
يوم واحد للمسابقة…هاجس يؤرق المترشحين
قرارا وزارة التربية تنظيم المسابقة الكتابية في يوم واحد ولمدة عشر ساعات(من 8 صباحا إلى 6 مساء) أثار حفيظة المترشحين حيث أكد حميد قلاز وهو أحد المشاركين في المسابقة أن ذلك سيتعبهم ويفقدهم التركيز وقائلا “كنا نتمنى أن تنظم السابقة في ثلاثة أيام أو يومين على الأقل كي يتم التحضير جيدا”
من جهته أكد المكلف بالإعلام بنقابة “الكناباست” مسعود بوديبة أن الامتحان في يوم واحد وفي جميع الأطوار “سيشكل ضغطا سواء على المترشحين أو الحراس” ، وتساءل بوديبة “أين هو معيار الكفاءة التي تتحدث عنه الوزيرة وهي التي قررت تنظيم مسابقة في يوم واحد” مضيفا هذا يعني أن بن غبريط تريد إجراء المسابقة وفقط مهما كانت الأسباب والظروف و الأجواء.
إدراج الفرنسية …مترشحون مستاؤون، ونقابيون يتساءلون !!
طرح إدراج مادة اللغة الفرنسية في المسابقة علامة استفهام كبرى لدى المترشحين والشركاء الاجتماعيين خاصة في الطور الابتدائي ولدى المترشحين ضمن تخصص أدب عربي في الطورين المتوسط والثانوي حيث تساءل بوديبة ما الغرض من إدراج مادتي الفرنسية والإعلام الآلي في المسابقة وهل هناك تحضير لمرحلة مستقبلية؟ في حين قال زبير روينة المكلف بالإعلام بنقابة “الكلا” إن هناك أمر “لا نعلمه” وراء إدراج الفرنسية خاصة وأن هناك مناطق معزولة لا يدرس تلاميذها أصلا الفرنسية مضيفا أن ما تمنحه الوزارة باليمين بثمينها نقاط الخبرة تنزعه بالشمال بإجبار المترشحين على الاختبار في الفرنسية.
في حين ثمن بشير سعيدي ذلك واعتبر هذا القرار بالشيء “الجميل” لأنه مع التفتح على جميع اللغات الاجنبية.
قطاع التربية أصبح ملاذا لمن لا وظيفة له
تفتخر وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط ان قطاعها هو الوحيد الذي مازال ينظم مسابقات في التوظيف مقارنة بالقطاعات الأخرى، وتستدل في ذلك بتسجيل أكثر من مليون مترشح في المسابقة التي تأتي حسبها في ظروف اقتصادية صعبة تمر بها البلاد، إضافة إلى فتح تخصصات جديدة لم تكن في الماضي، غير أن متابعين يرون أن هذا العدد الكبير دليل أيضا على أن البطالة استفحلت في الجزائر خاصة في أوساط خريجي الجامعات وهو ما يوحي أن مهنة التعليم أصبحت مهنة من لا مهنة له.
إذن مسابقة هذا العام تنطلق غدا وقد سبقتها احتجاجات واعتصامات للأساتذة المتعاقدين من أجل المطالبة بالإدماج ووسط تحفظات حول عدة نقاط من قبل مختلف التنظيمات النقابية فهل “صمود” بن غبريط منذ إعلانها عن فتح المسابقة إلى غاية تنظيمها يوم غد السبت سيستمر أم أن الاحتجاجات والإضرابات أصبحت سمة قطاع التربية.