يصر الأساتذة المتعاقدون المعتصمون في ميدان الكرامة في يومهم الثامن ببودواو على الإدماج المباشر
واللامشروط دون المرور على مسابقة التوظيف الخاصة بقطاع التعليم الذي
ستنتهي آجال التسجيل فيها في الأيام القليلة القادمة نظرا لعدم شفافيتها
ونزاهتها ما ينتج عنها عدم قبولهم إلا بصفة متعاقدين يتقاضون راتبهم كل ستة
أشهر.
ميدان الكرامة، كما يسمونه، يشهد
توسعا بمرور الأيام مع وصول عديد الأساتذة من ولايات الوطن، كما أن حملات
التضامن توسعت من العائلات البسيطة إلى رجال الأعمال الذي تحمل أحدهم كل
أتعاب النوم المريح مرسلا لهم شاحنة محملة بالأغطية والأفرشة. أما الإطعام
فكرم سكان بلدية بودواو منع أي تضامن من خارج البلدية وذلك بقدومهم في
أوقات الوجبات حاملين معهم مختلف الأطباق خاصة التقليدية وتحمل عديد
العائلات أتعاب مجموعة معينة من الأساتذة الذين أكدوا أنهم لن ينسوا هذه
المعاملات أبدا، شاكرين أهل المنطقة بهتافات بين اللحظة والأخرى.رشيد نكاز الذي زار الميدان يوم أمس
والذي دخل تحت هتافات المعتصمين، أكد أن القضية تخص 40 مليون مواطن جزائري
لأن التعليم يخص الجميع، مستنكرا توقيفهم من طرف مصالح الأمن بالرغم من
الحريات المدونة في الدستور الجديد. كما أن الناشط السياسي رشيد نكاز أحضر
خيما للمعتصمين إلا أن الشرطة منعت إدخالها إلى ساحة الميدان وفقا لقرارات
من السلطات العليا في البلاد. القضية التي لقيت تعاطف عديد الجهات في كل
ربوع الوطن لا تزال تنتظر قرارا من فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز
بوتفليقة أو الوزير الأول عبد المالك سلال قصد إدماجهم، لكن واقع
الحال غير ذلك مع مماطلة وزارة التربية الوطنية، فبالرغم من تنازلاتها
وتقديمها وعودا عديدة لصالح المتعاقدين إلا أنها تبقى مرفوضة من طرف
الأساتذة المعتصمين وكلهم عزم وإصرار على الصمود حتى نيل مطلبهم الذي رفض
مرة أخرى في لقاء بين وزيرة التربية نورية بن غبريت مع وفد من الأساتذة تحت
رئاسة الأستاذ بشير سعيدي مساء أول أمس والذي دام لساعات عديدة رفعوا فيه
مطلب الأستاذ المتعاقد بكل وضوح، مؤكدين أن لا حديث إلا عن الإدماج مما أدى
بالمفاوضين في وزارة التربية إلى طعن مصداقية المنسق الوطني للأساتذة
ونقله مطلب الأساتذة، الأمر الذي اضطره إلى دعوة وفد وزاري إلى ميدان
الكرامة ومحاورة الأساتذة. الوفد الذي زار ولاية بومرداس في وقت جد متأخر
من أول أمس السبت طلب من المعتصمين تنظيم لقاء داخل ثانوية قويقح ببودواو
الطلب الذي رفضوه تماما مؤكدين عدم خروجهم من الميدان، مستنكرين تكبر الوفد
الوزاري الذي أكد رفضه الحوار في الشارع، معتبرا ذلك غير لائق نتج عنه كسر
الحوار وخيبة أمل للجهة الوصية في تحقيق الاتفاق والتوصل إلى حل يرضي
الطرفين. وهو الأمر الذي أعابه عديد المتابعين للقضية مستنكرين عدم جدية
الجهات الوصية من جهة وتسقيف مطالب الأساتذة من جهة أخرى وعدم قبولهم حوارا
جادا يسمح بحل وسط. وفي تصريح رئيس الديوان بوزارة التربية الوطنية السيد
عبد الوهاب قليل الذي ناشد الأساتذة المتعاقدون العودة إلى أقسام الدراسة
والمشاركة في المسابقة التي لن تمدد آجال التسجيل فيها حسب قوله. كما أكد
أنه قدم إلى ولاية بومرداس رفقة وفد وزاري قصد تقديم إجابة السلطات التي
تصب لصالح هذه الفئة، مؤكدا تقديم الوزارة الوصية عدة تنازلات وحلها لمشاكل
طرحت من طرف المتعاقدين في اجتماع بمقر الوزارة.الكناباست تشل مقاعد الدراسة الأربعاء المقبل تضامنا مع المتعاقدين وفي هذا الشأن أعلنت نقابة
الكناباست بعد الانتهاء من أشغال مجلسها الوطني عن شل مقاعد الدراسة
على المستوى الوطني يوم الأربعاء المقبل تضامنا مع المتعاقدين مع تنظيمها
عدة احتجاجات أمام مديريات التربية.