تعتزم، وزارة التربية الوطنية، الرجوع إلى "الامتحان الكتابي" في تنظيم مسابقات التوظيف في السلك البيداغوجي، والتخلي كلية عن الامتحانات الشفهية، تلبية "للطلب الملح" من قبل مديريات التربية للولايات، بخصوص العودة إلى "النظام القديم" شريطة إسناد المهمة لدواوين المسابقات والامتحانات لتوفرهم على الخبرة في المجال. بالمقابل، فالوزارة مجبرة على فتح أكبر عدد من المناصب المالية الجديدة لتوظيف الأساتذة في الأطوار الثلاثة، لسد الشغور.
وعلمت "الشروق" من مصادر مطلعة، أن رؤساءمصالح الامتحانات والتمدرس على مستوى مديرياتالتربية للولايات، قد تقدموا بطلب العودة للنظامالقديم في تنظيم مسابقات التوظيف الوطنية للالتحاقبرتبة أستاذ في أحد الأطوار التعليمية الثلاثة، وذلك عنطريق برمجة اختبارات "كتابية" لفائدة المترشحين، علىاعتبار أن هذا النظام يتطلب توفر مراكز للإجراء، حراسومراكز للتصحيح فقط، بالمقابل يتم التخلي كلية عن"الاختبارات الشفهية"، التي أصبحت تؤرق المديريات بسبب انعدام الخبرة لدى اللجان المختصةالمتساوية الأعضاء، في مجال "دراسة الملفات"، على اعتبار أنهم يعملون خارج مجال اختصاصهم، وبالتاليفاللجان تبذل مجهودات كبيرة لتحقيق العدالة بين كافة المترشحين بإعطاء لكل ذي حق حقه، وهو ما يجعلمديريات التربية في "فم المدفع" سنويا لوقوعها في الأخطاء بسبب جهلها للقوانين، أين يتم قذفها بمختلف"التهم"، على أنها خارقة للقوانين وتتسبب في تجاوزات "بالجملة"، خاصة بعد ظهور نتائج "الرقابة" عند الانتهاءمن "دراسة الملفات" من قبل المديرية العامة للوظيفة العمومية، مما يؤدي إلى تغيير كلي في قوائم الناجحين.
وأضافت، نفس المصادر، أن مدير تسيير الموظفين السابق، عبد الحكيم بلعابد، الذي تمت ترقيته مؤخراإلى أمين عام بالوزارة، كان قد تعهد والتزم خلال اللقاءات التي جمعته برؤساء مصالح الامتحانات والتمدرسوالتنظيم، بالتكفل بدراسة الملف بجدية لتجسيد العودة للاختبارات "الكتابية" في تنظيم مسابقات التوظيففي السلك البيداغوجي، في حين اقترحت مديريات التربية، ضرورة إعادة إسناد المهمة لدواوين المسابقاتوالامتحانات، التي تملك صلاحيات تنظيم المسابقات من جهة ومن جهة ثانية لاستدعاء المفتشين للمراقبةوالمتابعة، كما بإمكانها تخصيص ميزانية للعملية لدفع المخلفات المالية للعاملين والموظفين، على اعتبار أنالأشخاص الذين تجندهم مديريات التربية سنويا للقيام بمهمة تنظيم المسابقة كذا "دراسة الملفات" منأساتذة، مديرين ومفتشين لا يتم تعويضهم ماليا، بل يبذلون مجهودات إضافية ومجانا من دون أي مقابلمادي.
وأكدت، المصادر نفسها، أن الاختبارات "الكتابية" في مسابقات توظيف الأساتذة تحمل عدة مزاياوإيجابيات، خاصة من الناحية التنظيمية، ومن شأنها تخفيف الضغط على مديريات التربية، ويعاب عليها أنهامش التلاعب بقوائم الناجحين واسع.
وبخصوص مشكل "الشغور"، قالت مصادرنا بأن وزارة التربية مضطرة إلى فتح مناصب مالية جديدةلتوظيف الأساتذة في المسابقات التي ستنظم السنة المقبلة، في المستويات التعليمية الثلاثة، وبشكلخاص في الطور الثانوي وفي مواد اللغات الأجنبية، العلوم الاجتماعية، الرياضيات والعلوم، بسبب العددالهائل من الأساتذة الذين سيحالون على التقاعد .